لم تفلح تحذيرات الجهات الطبية المختلفة في قطاع غزة، بردع المراهقين والشباب عن تناول حبوب المنبهات والمهدئات، خاصة عقار الـ'ترامال' الذي اتسع استخدامه ليمس الرجال المتزوجين.
ويعلل الكثير من شبان غزة تناولهم لحبوب الـ'ترامال' TramaL بصعوبة الأوضاع المعيشية في القطاع، وغياب المستقبل وافتقارهم الى العمل ووسائل الترفيه، بينما يبرر الازواج تناوله للحصول على وقت مضاعف خلال العملية الجنسية.
ويقول عمر 28 عاما إنه يتناول الـ'ترامال' لـ'الشعور بالسعادة، ونسيان المنغصات والمشاكل اليومية'، واضاف: 'تخرجت في الجامعة قبل خمس سنوات، ولم اجد حتى اللحظة فرصة عمل، وليست هناك مراكز شبابية للترفيه وقتل اوقات الفراغ'.
أبو أحمد، عاطل عن العمل منذ سنوات طويلة، يتناول الـ'ترامال' للهروب من المشاكل الاجتماعية، ونسيان طلبات اسرته اليومية، على حد قوله، ويضيف أبو أحمد الذي يعيل اسرة من 6 افراد: 'بعدما اشرب حبة ترامال انسى المشاكل، افضل من اصابتي بجلطة او جنون بسبب اوضاعنا'.
وانتشرت هذه العقاقير المخدرة بعد الانقلاب الحمساوي على السلطة في قطاع غزة وبعد تردي الاوضاع الاقتصادية والمادية بين المجتمع الغزاوي ,وتعتبر انفاق التهريب اسفل الشريط الحدودي سرا ساهم في انتشاره بين أوساط الشباب والمتزوجين.
ويشير صاحب إحدى الصيدليات في غزة لـجريدة 'الجريدة' الى ان اكثر مبيعات الصيدليات من أصناف الدواء هو الـ'ترامال'، واضاف بشكل ساخر: 'لقد بات الترامال موضة الشباب في غزة'.
وبحسب اطباء ومختصين، فإن الـ'ترامال' علاج يستخدم لتسكين الآلام عن طريق تثبيط الجهاز العصبي، كما يعد مسكنا قويا جدا للآلام الحادة والمزمنة، مبينين ان تناول الحبوب للوهلة الاولى يشعر الانسان بالراحة والسعادة، لكن بمجرد زوال مفعولها يتلهف متعاطيها للحصول على الحبة الثانية.
وطالب اطباء ومختصون، خلال ورشة عمل نظمها مركز صحة الـمرأة شمالي القطاع، أمس، بنشر التحذيرات بين اوساط الشباب والفتيات، عبر تنشيط الفعاليات الارشادية والتوعوية في الـمراكز النسوية، ومراكز الشباب للحد من استخدام عقار الـ'ترامال'.
ملالاك الرووح